الاثنين، 11 أكتوبر 2010

لمن يتساءل عن ما يجري في العراق وإلى متى عليه أن يسأل لماذا ؟

لمن يتساءل عن ما يجري في العراق وإلى متى عليه أن يسأل لماذا ؟



إن من يتابع أخبار العراق يعلم يقيناً أنه على موعد مع جريمة جديدة تُكتشف لا تخلو من بشاعة كالتي رأيناها من قتل مواطن في باب الشيخ من قبل أفراد الأمن ذاتهم ، وأكون أكثر تحديداً أن قلت أن المتابع لا يشك في أن الضحية الجديدة ستكون من أهل السنة مرة أخرى، وهذه الحقيقة لا يجب أن تقابل باعتراض سريع يدخل من باب بغض الطائفية ووأد الفتنة فالواقع لا يتحمل المزيد من المغالطات وسلبية الترضوية فالغزو على العراق وضحت أهدافه وهي بعيدة كل البعد عن أسلحة الدمار الشامل وعن النفط لأنه نتيجة وحاصل تحصيل لأي احتلال ولكن ما جرى في العراق من جرائم ترتقي بل تدنت إلى درك الفضائح وإلغاء حقوق الإنسان وما رافقته من عمليات نهب منظمة من قبل الحكومات المتعاقبة التي يتحكم بمقاليدها الأحزاب الشيعية ـ كسرقة مصرف الزوية في بغداد من قبل حماية النائب عادل عبد المهدي ـ هذه الفضائح تستوجب التفكير في طبيعة هؤلاء المدعين بالمظلومية والمطالبين برفعها والتخلص من نظام سابق وصفوه بالدكتاتورية وادعوا جلب الديمقراطية . إن أي معارضة تصل إلى هرم السلطة يتوقع منها بالمنطق أن ترفع الظلم وإرساء نظام أفضل من السابق واضح بقوانينه وتطبيقاته على الأرض متحصل إرتياح الشعب مدعم بإعمار وتوافق مع شرائح الشعب على اختلافها حتى يستحق أن يكون بوصف دولة القانون وأن يقابل بالاحترام ، هذا ما لم يحصل في أي حكومة بعد الغزو بل زادت كل حكومة على سابقتها بالغي وأصبحت أجهزتها الأمنية تغتال الأمن على مرأى ومسمع الإعلام بل تتباهى وترقص على أنغام أنين الضحية وأهازيج مجنونة ، ومع هذه الفضائح والممارسات نقرأ تساؤلات عديدة أين المرجعيات أين المالكي أين حقوق الإنسان إلى متى ؟ وهذه أسئلة غريبة لأن جوابها هو طائفية هذه الحكومات طائفية مقيتة وأؤكد على كلمة مقيتة لأن عقيدتهم فاسدة اطاحت بمعتنقيها أسفل سافلين بدل ان ترتقي بهم اخلاقياً كهدف للدين الإسلامي وسبيل لإصلاح الأرض لا خرابها كما يجري ، ومع أن العديد علموا أن حكومة المالكي ومن سبقتها طائفية حتى النخاع لم يتسائل أحد ما هو الحل في تعديل هذه المجموعات التي تلقب نفسها بالشيعة الإمامية والتي تتبع إيران وتدين لها بالولاء المطلق وهذا بات معروف من زيارات رجال السياسة في كل أزمة وبلا أزمة بل ومن تصريحات الرئيس الإيراني نجاد نفسه عندما قال ( لا نسمح للبعث بالرجوع للحكم ) ، إذن المسألة تم تشخيصها والمهم الآن وقف هذه الأنهار من الدماء التي تسيل بأسم الحرب على الأرهاب وهي حصراً ضمن مناطق أهل السنة بتهم كاذبة وبتعذيب وحشي للمعتقلين منهم ونسبتهم أكثر من 80% من مجموع المعتقلين . أن المتابع لنهج الحكومات الصفوية هذه ولقب الصفوية هذا صحيح رغم أن مقاعد البرلمان فيها نسبة كبيرة للحزبين الكرديين إلا أنهم يدورون في فلك الأحزاب الإيرانية غير معترضين ما دامت ستصل بهم إلى التقسيم الذي ينتظرون ومن بعدهم الطوفان فلا نعجب عندما نرى سرعة إطلاق سراح وزراءها المتهمين بالفساد وإطلاق سراح متلبسين بالجرم وهم من المليشيات سواء بدر أو جيش المهدي بمكالمة هاتفية واحدة من رجل في الحزب أو حوزوي بل لم نرى يوماً أن تم اعتقال قادة فرق الموت رغم نشر صورهم ك( أبو درع ) وغيره بل ما نراه هو لافتات كبيرة في ساحات بغداد لفرد واحد من أهل السنة بحجة إرهابي وما أكثر من اعتقلوا من المجاهدين بهذه التهمة هم وعوائلهم حتى لا يتحرر العراق ويبقى في يد طواغيت فاقوا في مكرهم الشيطان حين يتخذون المظلومية ذريعة لإحلال حكم ينادي بثارات الحسين وحكم أتباع آل البيت وقد صدق هذه المكيدة شيعة العراق فكانوا أدوات سلموه لإيران وهو محطم مؤسسات وشعب والتي تنتظر يوم الانتقام من العرب التي حطمت أمجادهم الكسروية وكان لها هذا . وبعد أن توضحت الصورة ويبقى السؤال الأهم : ما الحل في مشكلة العراق ؟ هذه النكبة الخطيرة التي هي أخطر من نكبة فلسطين بالمقارنة في عدد الضحايا وتأزم المنطقة وفق الحساب الزمني باحتلالين أمريكي وإيراني أشد منه والتي بات تركها تمتد كمد شعوبي فارسي مرتدي للباس الدين زوراً بأسم التشيع الإمامي في الوطن العربي الذي لا يفرق في القتل والتهجير والتهميش بين مسلم ونصراني والشاهد ما جرى لمسحيي العراق من قبل عصابات البيشمركة المتصهينة والمتعاونة مع إيران وما جرى لفلسطينيي العراق من قتل وتهجير من قبل مليشيا جيش المهدي ومنظمة بدر شاهد والكثير لا يعلم أن الإمامية لا تعتبر من يقتل من الفلسطينيين شهداء وحسبنا مرئيات حزب الله وما فعله في الخيام وما كان من هجوم سافر على مناطق أهل السنة في لبنان ، نعم ، أن العدو الإيراني المتمثل بالتشيع الإمامي أخطر لأننا ما سمعنا عن خلايا داخل دول المنطقة مثل خلايا إيران تنخر الحكومة بالقانون البرلماني ويكفي اكتشاف خلايا لحزب الله البعيد عن المقاومة الشريفة في مصر وفي الكويت مؤخراً فكيف يمكن أن نتغاضى عن هذه الصورة أو أن نعجز عن تفسير ملامحها ؟ .

إن وجود حل لأي مشكلة وجب الرجوع إلى أسبابها حتى يتوصل إلى حل جذري لها وإلا كانت حلوله بغير هذا الطريق لا تعدو أكثر من إسعافات أولية لا غير سرعان ما تعود المشكلة ربما بأكبر مما كانت، فعلينا أن نفهم أولاً ما الذي يعتقده هؤلاء الطائفيون حتى بات القتل لديهم فرحة يرددون بها مقولات كفرحة الزهرة المعروفة في العراق كناية عن عقيدة بفرحة فاطمة الزهراء بموت عمر الفاروق رضي الله عنهما وهي رواية لا يعقلها غير المجانين أو الجهلة حد استحباب الجهل كالإمامية ، وقد رأينا فرحتهم وأهازيجهم بنفس الكيفية قبل عام تقريباً عندما رقصوا حول شيخ من أهالي الموصل معصوب العينين كأنهم ألقوا القبض على إسرائيلي ،،، وعذراً فهذا من عقلية أهل السنة لأن العلاقة حميمة بين الحكومة وإسرائيل تبعاً لعقيدة حميمية بينهما غنية عن التعريف فلم تلق أجهزة الأمن على أي فرد من الموساد الذين يتجولون في العراق من شماله إلى جنوبه بحرية وبحماية وبعلم .

نظرية مؤامرة تحشد حشود غاضبة تطالب الأنتقام
( منقول من موضوع لي في موقع الرشيد بأسم نظرية المؤامرة وجند الإمام )
بعد هذه الصورة المأساوية من أسباب تكوين دين جديد هو التشيع الذي بني على نظرية المؤامرة وحشي بمؤامرات خيالية متتالية كان العامل القوي لخلق أجيال تتخذ من البكاء والحزن والشعور بالمظلومية طابع للشخصية الشيعية لديهم ومن المراقد وآل البيت قبلة ومركز، وقد أسهمت الأمهات في ذلك كثيرا ًفكانت رضاعة الإرهاب وحادثة الحسين وضرب الزهراء كل يوم على الأسماع حتى صارت مع الخبز الذي ياكلونه ، وما تربى عليه الصبية في تجمعات الرجال في مواسم عاشوراء وباقي مناسبات وفاة الأئمة طوال العام كافي ليخزن في الذاكرة أحاديث كاذبة ومبالغ فيها ومفاخرة الآباء بأن هؤلاء الصبية هم جند الحسين ونصراء المهدي القائم .. !!
وما كان على هذه التكوينية كان لا بد من تغطية رغبة الإنتقام لديهم حتى ولو تطلب الأمر الى اتباع النفاق والكذب وهو التقية للتعايش مع العدو ( وهم أهل السنة النواصب بمفهومهم ) ، وبات ضروريا ًأن يعمل الشيعة الإمامية بدهاء وصمت على توفير الفرص لإحلال عصر العدل وانتظار المهدي الذي سيظهر في زمن طال الجور والظلم فيه ، وهو الغاية ونتيجة لكل نظريات المؤامرة تلك ، وأخطر ما في أعمال القائم آخر الزمان هو أنه سيقتل ثلثي العرب ( لا المسلمين وهذا يعني أن الفرس غير مشمولين بالإبادة ولا الروم ) وهدم الكعبة والمسجد النبوي وأحياء الشيخين وعائشة رضي الله عنهم وقتلهم مرات ومرات !!! هذه عقيدة المهدي والرجعة المعروفة عند الشيعة والمملؤة بها كتبهم السوداء .
نعم هذه النهائية المنتظرة من القائم الذي ترفع بأسمه رايات في شوارع بغداد في هذا الزمن من الغزو بوجهيه الأمريكي والإيراني وبأسمه يتم القتل والتعذيب وبأسمه ترتكب فواحش المتعة من كل أنواع الشذوذ لتعجيل ظهوره الذي طال انتظاره !! . ولذا لما تأخر عن الظهور بات التفكير بطريقة أخرى تجبره على الإسراع !! ومن يربط دين التشيع بدايته ونهايته بالمهدي الغائب سيربط حتما ًسبب إختيار تفجير مرقد لأئمة الشيعة كما يصفون في سامراء تحديداً موطن أهل السنة من بين باقي محافظات الجنوب الشيعي النجف أو كربلاء ، فربما لو يتم تفجير مكان أختفاءه وأحداث موجات من الظلم والجور والفجور كافي لأن تنطبق معها العلامات مع موعد ظهوره المنتظر أخيرا بعد تحقق أغلبها . إن هذه العقلية المنومة مغناطيسياً منذ قرون لم تفطن الى أن علامات الظهور والتي تتمحور حول تغيير النظام في إيران والعراق بظهور الخميني ودخول قوات أجنبية الى العراق وقتل شخصية زكية ونشوء جيش يقف على حدود القدس هي بالحقيقة ليست علامات إلهية ومعجزات تتحق إنما هي تنفيذ لخطط سياسية مرسومة مسبقاً رتبت أسبابها بكل الوسائل لتتحقق أخيراً بأيدي فارسية الولاء لا غير ومساعدة يهودية لا غنى عنها .
الصورة من بعيد لجند الإمام
إن أي متابع لمبدأ التشيع وما آل إليه الى يومنا هذا لن يتكون لديه تصور وقناعة بأن هذا منهج دين وولاء وحب خالص واقتداء بل هو تكوّن لحزب طائفي وكتائب عسكرية كطابور خامس لكل نظام أقرب للبربر منها الى سماحة العرب وعدالتهم وصفات دينهم الإسلامي القويم ، فشتان بين هذه الجموع المؤمنة الزاهدة عن الدنيا المتمسكة بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وبين تلك القوة الأمنية التي أنشأت بطائفية وانتقاء على أساس المرجعية الحوزوية ـ ولو كان الجهل والسوابق الإجرامية العامل الأكبر بين أفرادها ـ شتان بينها وبين جيوش المسلمين التي فتحت بلاد فارس والروم والعراق وكونت حضارة وبلاد ينعم فيها الإنسان بالأمان حينما يعلم أن ولاتهم هم أحرص عليهم من أنفسهم . وما أروع عمر وخشية عمر وعدالة عمر ودرة عمر رضوان الله عليه وعلى الخلفاء الراشدين أجمعين .. وكالحديد الذي يجذبه المغناطيس كانت مصالح توافقت في العراق ، أولها أهداف إسرائيل للانتقام من العراق أحفاد نبوخذ نصر من سبيه لليهود ومن جيش العراق الذي سيهدم دولة اليهود حسب كتبهم وتنبوآتهم التلمودية والتي اقتنع بها حكام أمريكا عقائديا وًالتي باتت يهودية أكثر من اليهود أنفسهم ولأهداف ومصالح مادية لمنطقة نفطية أستخسروها بيد العرب ومنطقة استراتيجية قريبة من روسيا تحد من نفوذها ، ومن جهة أخرى توافق الشيطان الأكبر مع الأصغر أمريكا وهي رغبة إيران بالسيطرة على العراق الحلم القديم والثأر لكسرى ولنشر سيطرتها على البلدان العربية تطبيق لمبدأ ولاية الفقية مستغلة هذا الدين وهذه الجنود المجندة المتحفزة في أي لحظة وأي مكان لتنصر من لا يحتاج لنصرتهم، بل تحتاج هذه الجنود المجندة لو فقهت لمنطق العدل ولذرة من إيمان تعيد إليهم رشدهم وتفتح أبواب القلوب المغلقة للهداية .. ولكن ما يدفعها هي أن الولاية لعلي هي ما سيجيزهم على الصراط بل ما سيدخلهم الجنة ويردهم على الحوض وكل ما عملوه مغفور لهم أمام هذه الولاية المقدسة !...( لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي بن أبي طالب الجواز) !!
إذن العاقل يعلم أن هذه العقائد وهذا السيل من الأحداث الدموية التي ترادف حكم الشيعة أينما حلوا ليس هو من دين سماوي من شيء بل هو دين الشيطان يفرق الجمع ويخرق الصفوف ويشعل الحروب ويسيل الدماء التي حرمها الله وحرمتها أكبر من حرمة بيته العتيق ، إنما دين الله عز وجل هو كا ذكره في كتابه العزيز بقوله : ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{90 ) النحل .
لمن يتساءل عن ما يجري في العراق أقول: 

أنها حكومات طائفية بعقائد فاسدة وأن لا استقرار ولا أمن ولا راحة للمنطقة بعد اليوم إن لم تعالج عقيدة الشيعة ونظرية جند الإمام المهدي الذي نفذت مهامه بالوكالة أفراد جيش المهدي بأوامر إيران ومباركة مراجعهم في النجف وكربلاء وبررت أفعالهم رجال الأحزاب بأنها عفوية ومشروعة كالحكيم وهمام وأياد جمال الدين وغيرهم ، ولن يهدأ العراق ما لم تأت حكومة بقيادة لا حزبية قوية واعية للخطر الشرقي قبل الغربي تحرر المؤسسات من المحاصصة الطائفية وتعيد الجيش السابق ، ولا حل لشعب فيه هذه العقيدة الثأرية الباطلة  ما لم يكن الحل هو محاربة الفكر الصفوي هذا بالفكر الإسلامي الصحيح فمن ينتصر لطائفة أهل السنة ليس بطائفي مقيت ومن يجاهر بحقوق النصارى ويفضح ممارسات الحكومات تجاههم ليس طائفياً مقيتاً بل طائفي إيجابي بهدف وقف إبادة جماعية قابلة للتصدير يجري التعتيم عليها والتطبيل بدعوى المصالحة والدائرة المستديرة في الوقت الذي فيه منطقة أبي غريب محاصرة وقائد الفرقة رفعت فيه 24 تهمة لم يتقدم للقضاء ولن ، إلا أن يشاء الله رب العالمين والعاقبة للمتقين ، فهل وعى ممثلينا في الحكومة هذا أم ما زالوا يجهلون وينادون بلا فرق ؟ وهل علموا لم التزوير والاجتثاث وهل سيكفون عن السكوت في التضييق على المحافظات السنية وعبث الأحزاب في محافظات الجنوب وترك الحدود لموجات الفساد الإيراني ؟ أم أن المقالات التي تنشر لا حاجة لهم بها فهم أعلم ولا نرى لهم حساً ولا ركزا ؟!
نسأل الله وعي العراقيين والشباب خاصة فالمستقبل لا يبشر بخير إن بقوا على الجهل بهذه الحقيقة ، والله المستعان .

آملة البغدادية / 4/5/ 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق