الأربعاء، 27 أكتوبر 2010

المؤامرة المطلوبة




المؤامرة المطلوبة

بقلم / آملة البغدادية

      تنازعوا فيما بينهم بعد أن كانوا في وفاق ، تناوشوا في الكلام وتوعدوا وهددوا وكشفوا بعض صفحات التخريب في العراق، ومنذ سبع سنوات ونصف أنفرد فيها التاريخ نراهم ما عدلوا كما تظلموا وما أصلحوا كما وعدوا بل كلٌ يغرف من خزائن العراق حتى وصلوا إلى هدم حوائطها لتضييع الشبهات . قالوا نحن أولي البصيرة ونحن ثورة إسلامية ونحن محيي الفضيلة ونحن متبعي هدي آل البيت وما لسوانا من نصيب وهذه الأقوال تتداعى أمام صورة مأساوية أعجب منها القاصي والداني وقد رأى عربات الاحتلال تدنس الأرض والعرض وشيعة آل البيت يقفون في الشوارع يصفقون ويهللون وهم يرفعون رايات (هيهات منا الذلة) وإذا بهم تحتها قد افترشوا الأرض يلحسون أحذية فارس ويقبلون أيادي جنود الروم ويكتبون معهم ألف اتفاق يؤيدهم أكراد رضوا بكل شيء ولو كان فيه ذبح العراق لتكون لهم حصة كبيرة ولا يهم ما سيكون بعدها نيران تشتعل أم جيران تفتعل فأنا أنا ومن بعدي الطوفان . مأساة العراق كبيرة خطط رسمتها يهود الشرق والغرب ونفذتها دول ووزراء ويهود ومتهودون من خلف الستار وقد تيقنوا أن الدين الإسلامي هو القوة الحقيقية والحصن المنيع فلا احتلال نفع معه ولا سياسات التقريب وعقود التغريب وإغراق الأسواق فكان الحل من الداخل بأن تشقق الصفوف باسم الدين وكل ما يلزم جاهزٌ ينتظر قوة تزيح وعربات تحمل البدائل . وها هم أهل المظلوميات الذين ملئوا الكتب والرؤوس بنظرية المؤامرة الموهومة في أطهر بيوت وصحبة وأهل بيت ونصرة بتهمة سلب حق معلوم ولاية وخلافة مخصوصة لآل البيت من نسل فاطمة المكسور ضلعها والمسقط جنينها رضوان الله عليهم أجمعين فكيف يقبلون خيانات ومؤامرات منهم إلا لأن أعتراضهم ليس على المباديء ولكن على التطبيق فبئس الأتباع هم وما تبعوا إلا أكابر مجرميهم . أي منطق هذا وأي نهج نبوي حين تكون الخيانة مقبولة مقابل خيانة مزعومة ومرفوضة ومؤامرة تطيح مؤامرة موهومة ودماء بريئة مقابل دماء قبلها بمئات السنين ؟ قالوا ما جرى علينا هي علامات الظهور والآن نحن في آخرها ندور، وما فطن العوام النيام أنها سياسة وعهود وتجنيد وأموال ليحكم أحفاد كسرى بقانون (أقتلوا العرب وانشروا الفجور من أجل الظهور) فأعدموا القائد الأوحد وأصبحوا وحدهم قادة يحركهم حاكم واحد عن بعد يطيحون بالسفينة شرقاً وغرب حتى بدأت بوادر الغرق، واجتثوا حزب واحد وبدّلوه بعشرات الأحزاب لكل منها حصة من القتل والتهمة إرهاب وهم صانعوه وسادته . ها هو حكم شيعة آل البيت الذي يراد منه نموذج يطبق في بلاد العرب فقد نجح في العراق نجاحاً باهراً فما هي الصورة المزهرة والمدينة الفاضلة لتقنعوا ذوي العقول ؟ لنرى كيف أن ادعاءات تشيعهم كاذبة وما ولايتهم إلا ولاية فقيه أصفهان منه وإليه ينتهي النسب والحكم له ولا بد بعد أن اصطفت طوابير الخمس والخامس في كل بلد.

حكم ولاية الفقيه وأذرعها في العراق :

 منذ تولي المرجع المسمى عندهم آية الله وروح الله (الخميني) الحكم في إيران قامت ملالي طهران بالحرب على أهل السنة فقتلت منهم المئات في الأحواز العربية وما تزال الاعدامات في الشوارع لنساء حوامل وشيوخ وشباب في عمر الزهور مع هدم لمساجدهم ومنع حق الصحافة وأي هيئات لنقابة وومنع التعليم باللغة العربية بل منع اللباس العربي منعاً باتاً فأين أتباع آل البيت وهذه لغتهم ؟ ومنذ أن بدأت الثورة التي أسموها إسلامية حتى بدأوا بالاعتداء على العراق أرض وجو مع تصريحات عدائية وتدخلات لدعم المعارضة في الجنوب وشمال العراق حتى بدأت حرب ضروس لثمان أعوام الغرض منها احتلال العراق ونشر ولايتهم عبر البصرة لتكون بداية دولة صفوية بأسم دولة فاطمية، وبدماء العراقيين تم صد أمواجهم والحفاظ على البوابة الشرقية وتجرّع خمينيهم الهالك السم لأن خطته السرية لم تتفلح أولى خطواتها . كان لا بد من تحالف الأعداء ضد بلد الحضارات وبدأت ضربات التضعيف لقواه من هجمات وحروب دامية بأسلحة فتاكة إلى حصار جائر ليس له مثيل أوقف التسليح والتصنيع ومواكبة دول المنطقة حتى انتهى بالغزو في 2003 والعراق وكل من ما فيه منهوك القوى يتحرك بالقدرة الإلهية ويستمد الزخم بالتوكل وحسن الظن بالله . بعد رعاية دول الإرهاب أمريكا وبريطانيا لقوى المعارضة من كل عميل وسقط ومنتفع ومنافق عاش في خيرات العراق وحصل على شهادات بفضل العراق أتت جحافل سوداء فغرزت خنجرها في خاصرته وما تزال . أدعت الأحزاب الشيعية المعارضة للنظام السابق وحكم الرئيس صدام حسين رحمه الله وباقي حكام العراق بأن ما ينبغي أن يكون هو حكم أتباع نهج آل البيت لنصرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه ! ، وما زلنا نبحث منذ سبع سنين بين أنهار الدم وخيم اليتم وأكوام القاذورات في شوارع العراق ورداءة التموين وقلة الخدمات بل وضياع الدين بالفساد وأدوات الانحلال عن دليل واحد لشكل هذه النصرة فكيف تترجم في كل هذا ولمن يحال الأمر والشكوى ؟ وأين المعصوم الذي تعطلت بسببه حتى صلاة الجمعة ؟ وأين هو والجموع رفعت الرايات وهيأت الأرض؟ لا أثر لغائبهم ليجلس على العرش، ولا حتى أثر له في السرداب بل يا لفضيحتهم أزاحوه ورفعوا خامنئهم وقالوا أنه مشرع من الله فسكت الجموع وقالوا ولاية ثانية للمالكي الذي ملك حق علي وأزاحه هو الآخر وسكتوا أيضاً فلا من ناعق من شيعة علي ينصره فعلى من يكذبون ؟. ولا أدري كيف رضت العوام  بهذه اللعبة التي هي أكبر مؤامرة في التاريخ وكيف صمت مثقفوهم وبأي تبرير ؟.
 لو قرأوا كتبهم كيف خرجت عمائم تدعي السفارة وجمعت أموال من كل إمارة حتى فطن البعض أنها ستكون حكراً بالوراثة لو قرأوا لعلموا أن الغرض هو السيادة بأموالهم وأعراضهم ودماءهم الرخيصة لأنهم عرب لا يستحقون أي خير، ولو قرأوا كيف بعلماءهم قالت بسفارة أخرى وخرجت بكذبة أنكى وقالوا بالحلول والاتحاد ونشروا خرافات وحضور وبشارات، فكان لزاماً على كبار علماءهم من نسجوا قصة من هواء أن يكملوها ولمن جعل للمسرحية فصول تفرض على العباد أن يغلق الستار وتبدل السفارة إلى نواب لهم ما هم إلا عمائم تقوم بجمع السرقات سوداء تخدمها بيضاء وما للفقير من نصيب بل عليه أن يخرج خمس مكسبه القليل من فم جياعه ومال أفراحه وأتراحه لكروش مرجعه واجب مفروض وإلا تغلق أبواب الجنة ولا صكوك للغفران ! .
إلى متى تعبث بالبلاد هذه الشياطين وأين مثقفي الشيعة من ما يجري في العراق وما يُنشر في الأعلام من جرائم مدروسة قتل ونهب وتخريب ومساومات وفق الحاضر تحكمهم مصالح وتديرهم تآمر من مراجع وساسة مع محتلين أمريكي وإيراني اعترف بها ساسة إيران كأنه مجد ومفخرة ؟ بماذا نوموهم بأي جرعة فتاكة ؟ ما نوعها هذه التي تستمر لعقود وتفرخ عن أجيال ترحب بالمزيد ؟ ها هو الأمر بيد الزعيم الروحي (خامنئي) وها هو سفيره الرئيس الإيراني (نجاد) الذي لا ندري أداهية يضحك بعقول العباد أم مخبول مهووس ؟ فتارة يدعي الوحي وأخرى يصيح هذي أنوار المهدي من حولي تسدد أمري! فالعقل عنده مريض ولكن الفعل منظم وما أراه إلا يستعمل الهوس الديني لكسب العوام والفعل السياسي المنظم لكسب القادة من انحرف ومن أعجب بأموال إيران .
الحقيقة الواضحة تؤكد أن الحكم في العراق لآل البيت الفارسي فمن الحاكم  قاسمي إلى دناني فر والأوامر تصدر من موقعهم في سفارة إيران وهذي آية حكمهم نيران زرادشت أشعلوها في عاشوراء وفي بغداد والنجف وكرب وبلاء التي تتغير معالمها ووجوهها والشيعة بلا حراك . هل طابت لهم رائحة التومان النتنة التي تزكم الأنوف ؟ أم راقت لهم إزاحتهم من حول الأضرحة والتي تجري على قدم وساق بشركات فارسية وبأموال عراقية بحجة التوسيع لزوار الأئمة؟ بإسم الإمام تتوسع الخزائن وطريقها معروف إلى أين، وبإسم الإمام تنتهك المحارم وهروب الجناة معروف إلى أين، ولكن هل يعلمون إلى أين هم سائرون ؟ هل يعلمون أن لا سفينة نجاة في بحر النجف ولا في أي البحور؟ ... هل يعلم عوام الشيعة أنهم أذرع وأدوات مؤامرة ؟
وإن علموا فهنيئاً بمهانتهم لأنهم مجرد خدم غير مسموح لهم بالسيادة فهذه الحوزة أمامهم والنزاع في العراق خير دليل وحسبنا الله على كل ظالم وعميل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق